الخميس، 9 أبريل 2009


الأسلوب الحكيم :
وهو تلقى المخاطب بغير ما يترقب بحمل كلامه على خلاف مراده تنبيهاً على أنه الأولى بالقصد، أو السائل بغير ما يتطلب بتنزيل سؤاله منزلة غيره تنبيهاً على أنه الأولى بحاله أو المهم له.
وهو ضربان :
الأول: حمل كلام المخاطب على معنى غير المعنى الذى يقصده. وفيه شئ من المفاجأة وفيه شئ من الحكمة والتنبيه اللطيف على أن الأولى بمثل المخاطب أن يكون هذا المعنى مراده لا ما ذكره، ومثاله: قول ابن القبعثرى للحجاج لما قال له متوعداً بالقيد: "لأحملنك على الأدهم" مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب، وكأنه يقول للحجاج من طرف خفى: الأولى بمثلك وهو فى هذا السلطان أن يهب الخيول الدهم لا أن يقيد ويعذب.
الثانى: جواب السائل بغير ما يتطلب بتزيل سؤاله منزلة غيره تنبيهاً على أنه الأولى بحاله، ومثاله قوله تعالى: ) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ …..((7).
قالوا: "ما بال الهلال يبدو دقيقاً مثل الخيط، ثم يتزايد قليلاً قليلاً حتى يمتلئ تنبيهاً على أنه هو الأولى بحالهم لا السؤال عن سببه(8).
(7) من الآية (189) من سورة البقرة.
(8) ينظر الإيضاح 1/120 ، 121.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق