الخميس، 9 أبريل 2009

الفصل الأول : الإيجاز وجوامع الكلم
هذا الباب من أهم أبواب البحث لاتصاله ببلاغة البيان النبوى , ويتضمن أبرز خصائص البيان النبوى , وفى بداية كل خصيصة مقدمة موجزة تبين الخطوط العريضة فى الخصيصة موضوع البحث . وهذه الضوابط البلاغية بمثابة المقدمة للتطبيق على نماذج من البيان النبوى وذكر هذه القواعد والضوابط المقصود منها طبعاً بيان أن البيان النبوى هو من أصول هذه القواعد والضوابط بعد القرآن الكريم , كذلك بيان أن الأسلوب النبوى يتربع على قمة البيان البشرى من خلال ما وضعه البلاغيون من ضوابط لكل خصيصة من الخصائص , ولقد سبق بيان أثر الحديث فى اللغة والبلاغة والأدب فى الفصـل الثانى والثالـث من الباب الأول . فالبيان النبوى إذا قسناه بمقياس القواعد يأتى فى قمة البيان البشرى لأنه خرج من مشكاة النبوة على لسان من أوتى جوامع الكلم , واختصر له الكلام اختصاراً , وهو النبى صلى الله عليه وسلم , وأول هذه الخصائص : خصيصة الإيجاز.
وهذه الخصيصة من أبرز خصائص البيان النبوى , وقد أشــار إليها صـلى الله عليـه وسلم بقـوله : " أوتيت جوامع الكلم " وفى رواية " أعطيت " ([1] ) , وجوامع الكلم كما قال النووى نقلاً عن الهروى : " القرآن جمع الله تعالى فى الألفاظ اليسيرة منه المعانى الكثيرة , وكلامه صلى الله عليه وسلم كان بالجوامع , قليـل اللـفظ , كثير المعنى " ([2] ) , وقال الطـيبى : " وقيل : إيجاز الكلام فى إشباع من المعنى , فالكلمة القليلة الحروف منها تتضمن كثيراً من المعانى وأنواعاً من الكلام " ([3] ) , ويقول ابن الأثير : " والمراد بذلك أنه صلى الله عليه وسلم أوتى الكلم الجوامع للمعانى([4] )
وهذه الخصيصة البارزة فى بيانه صلى الله عليه وسلم يعرفها القاصـى والدانى فهى لا تحتاج
إلى تمثيل لها لكونها ظاهرة وشائعة , ومن أولى بالفصاحة وأحق بالإيجاز منه صلى الله عليه وسلم ([5] )
ولكن لأننا بصدد بيان الخصائص البلاغية لأسلوب الحديث النبوى فيجدر بنا ذكر ضوابط الإيجاز عند البلاغيين تمهيداً للتطبيق على بعض الأحاديث الجامعة الموجزة . وذكر ضوابط البلاغيين هنا – كما سبق – لبيان أن البيان النبوى يتربع على قمة البيان البشرى , وللربط بين ما وضعه البلاغيون من قواعد وبين البيان النبوى , وليتضح أن بيانه صلى الله عليه وسلم من أسس هذه القواعد والضوابط , وأن أفضل نماذج التطبيق إنما تكمن فى هذا المعين الصافى , وفى هذا المنهل العذب المورود , والأصل أن تطوع القواعد البلاغية لخدمة البيان القرآنى والبيان النبوى لأنها إنما نشأت بسبب منهما ([6] )
فالقرآن والسنة كلاهما وحى من الله إلا أن القرآن وحى بلفظه ومعناه , والسنة وحى بالمعنى دون اللفظ ولكن مع تأييد الله وتوفيقه للنبى فى اختيار اللفظ الجامع الموجزالدقيق المعبر .
والإيجاز عند البلاغيين من شروط البلاغة والفصاحة. والبلاغة : الإيجاز والاختصار ([7] ) , وحذف فضول الكلام حتى يعبر عن المعانى الكثيرة بالألفاظ القليلة ... , وهذا الباب من أشهر دلائل الفصاحة وبلاغة الكلام عند أكثر الناس حتى إنهم يستحسنون من كتاب الله تعالى ما كان بهذه الصفة , فإن كان الكلام الموجز لا يدل على معناه دلالة ظاهرة فهو قبيح مذموم لا من حيث كان مختصراً , بل من حيث كان المعنى فيه خافياً .
معنى الإيجاز : الإيجاز فى اللغة : التقصير . يقال : أوجزت الكلام قصرته ([8] ) أما فى اصطلاح البلاغيين فيرى ابن سنان الخفاجى " أنه إيضاح المعنى بأقل ما يمكن من اللفظ . فلابد أن تكون العبارة عن المعنى واضحة" ([9] ) حتى لا يختلف الناس فى فهمها , فإن ذلك
وإن كان يستحق لفـظ الإيجـاز والاختصارفليس بمحمود حتى تكون دلالة اللفظ على المعنى دلالة واضحة , وعرفه ابن الأثير بأنه "حذف زيادات الألفاظ , ودلالة اللفظ على المعنى من غير أن يزيد عليه , والنظر فيه إلى المعانى دون الألفاظ " ([10] ) , والأصل فى مدح الإيجاز والاختصار فى الكلام أن الألفاظ غير مقصودة فى أنفسها ([11] ) , وإنما المقصود هو المعانى والأغراض التى احتيج إلى العبارة عنها بالكلام فصار اللفظ بمنزلة الطريق إلى المعانى التى هى مقصودة , وإذا كان طريقان يوصل أحدهما إلى المقصود على سواء فى السهولة إلا أن أحدهما أخصر وأقرب من الآخر فلابد أن يكون المحمود منهما هو أخصرهما وأقربهما سلوكاً إلى المقصد ([12] )
والإيجاز ينقسم إلى قسمين : أحدهما : الإيجاز بالحذف : وهو ما يحذف منه المفرد والجملة لدلالة فحوى الكلام على المحذوف , ولا يكون فيما زاد معناه عن لفظه . والقسم الآخر : ما لا يحذف منه شئ وهو ضربان : أحدهما : ما ساوى لفظه معناه ويسمى التقدير , وهو الذى يمكن التعبير عنه بمثل ألفاظه وفى عدتها . والآخر : ما زاد معناه عـلى لفظــه ويسـمى القصر . والقسم الأول وهو الإيجاز بالحذف ينبه إليه من غير كلفة فى استخراجه لمكان المحذوف منه . وأما القسم الثانى : فإن التنبه له عسر لأنه يحتاج إلى فضل تأمل وطول فكرة لخفاء ما يستدل عليه ولا يستنبط ذلك إلا من رست قدمه فى ممارسة علم البيان , وصار له خليقة وملكة كما يقول ابن الأثير ([13] ) , وإيجاز القصر ينقسم إلى قــسمين : أحدهما ما دل لفظه على محتملات متعـددة , وهذا يمـــكن التعبير عـــنه بمثل ألفاظــه وفى عدتها .
والآخر : ما يدل لفظه على محتملات متعددة ولا يمكن التعبير عنه بمثل ألفاظه وفى عدتها , لا بل يستحيل ذلك . وإيجاز التقدير والقصر شائعان فى البيان النبوى بصورة واضحة , والقسم الآخر من الضرب الثانى فى الإيجاز بالقصر وهو الذى لايمكن التعبير عن ألفاظه بألفاظ أخرى مثلها وفى عدتها , وهو أعلى طبقات الإيجاز مكاناً وأعوزها إمكاناً , وإذا وجد فى كلام البلغاء فإنما يوجد شاذاً ونادراً ... " ([14] ) هذا ولقد مثل ابن الأثير لإيجاز التقدير وإيجاز القصر بأمثلة من الحديث النبوى , ومما مثل به للأول : قوله صلى الله عليه وسلم : " الحلال بين والحرام بين ..." ([15] ) , وحديث " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... "([16] ) ومثل للثانى بحديث " الخراج بالضمان " ([17] )
وإذا تتبعنا مفهوم الإيجاز عند غير هؤلاء البلاغيين , وبحثنا عند السكاكى , والقزوينى , وغيرهما فإننا نجد أن مفهومه وإن اختلفت صيغ التعبير عنه واحد , وهو جمع المعانى الكثيرة تحت الألفاظ القليلة مع الإبانة والإفصاح ([18] ) ولقد نقلت هنا عن ابن سـنان الخـفاجى , والرمانى , وابن الأثير لأن كلامهم أقرب إلى ما نحن بصدده من بيان الإيجاز فى البيان النبوى خاصة وأن ابن الأثير قد أشار فى التطبيق إلى نماذج من الأحاديث النبوية الموجزة كما أن ابن الأثير عنى فى كتابه المثل السائر بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث لا يكاد فصل من فصوله يخلو من استشهاد بحديث نبوى يقرن بالاستشهاد بكتاب الله , وقد أفاض فى الاستشهاد بأحاديث الرسول فى أبواب الإيجاز , والتشبيه , والكناية , والسجع , وخص باباً بجوامع الكلم أشار فيه إلى روائع مختارة من البيان النبوى ([19] )
وبعد هذه المقدمة الموجزة عن الإيجاز عند البلاغيين أنتقل إلى التطبيق على بعض الأحاديث النبوية الموجزة . ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم رأى امرأة تبكى عند قبر فقال : " اتق الله واصبرى " قالت : إليك عنى فإنك لم تصب بمصيبتى , ولم تعرفه . فقيل لها : إنه النبى صلى الله عليه وسلم . فأتت باب النبى صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين , فقالت : لم أعرفك . فقال : " إنما الصـبر عند الصدمة الأولى " ([20] )
وما أروع عبارته الأخيرة صلى الله عليه وسلم . لقد جمعت مع الإيجاز الحكمة , ولقد تألفت من خمس كلمات , ولكنها حوت الكثير من المعانى , فالنبى صلى الله عليه وسلم بهذه العبارة الموجزة يريد أن يقول لهذه المرأة الثكلى التى فقدت صبيها ([21] ) وقد آلمها المصاب , وأجزعتها الفجيعة أن الصبر الحقيقى عند شدة المصيبة وقوتها , وأن صاحبه يحمد ويثاب عليه فى هذه اللحظة لأن النفس إنما يشتد جزعها أو يكون ثباتها عند أول نزول البلاء . فمن الناس من يجزع ويفوت على نفسه فضيلة الصبر الذى جاء فى الحديث محصوراً بـــ " إنما " وجاء أيضاً معرفاً بــ " أل" أى الصبر الحقيقى الكامل الذى يترتب عليه الأجر الجزيل لكثرة المشقة فيه ([22] ) , والذى يستحق عليه صاحبه الأجر والثواب , والذى يعتد به ما كان فى هذه اللحظة التى عبر عنها النبى صلى الله عليه وسلم بـــ " الصدم " من الأمور الحسية . فالصدم هو ضرب الشئ الصلب بمثله ([23] ) والمعنى الثبات عند نزول البلاء والتحمل فى سبيل الله , ونعت الصدمة هنا بالأولى إشارة إلى ما سبق ذكره من أن الصبر عند قوة المصيبة وشدتها محمود صاحبه , ومثاب لأنه إذا طال الوقت فيصير الصبر طبعاً فلا يؤجرعليه . وهكذا نرى عبارته صلى الله عليه وسلم على وجازتها ودقة ألفاظها قد حوت كثيراً من المعانى والإشارات , ويلاحظ أنه جاء بـــ " إنما " التى تفيد القصر فى أول الكلام , وعرف الصبر بـــ " أل " , وعبر عن شدة المصيبة بالصدمة الأولى .
كل هذا مقصود إليه فى إيجاز هـذا الحـديث , والحديث فضلاً عن ذلك حكمة من الحكم تدور على ألسنة الناس اليوم إذا أصيب أحدهم بمصيبة شديدة صبره الناس بهذا الحديث . وهكذا
يظل البيان النبوى بإيجازه بياناً مفتوحاً مع الزمان .
ولنأخذ مثالأ آخر فى مجال الحض على فعل الطاعات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"كل معروف صدقة " ([24] ) فالحديث من ثلاث كلمات , ولكن ما أعظم معانيه وغاياته , فلقد أتى هنا بلفظة " كل " التى تفيد العموم فى سياق الإيجاب مع تقديمها , وقد أضاف إليها " المعروف " منكراً وهو اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس , وهو من الصفات الغالبة بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه , وما أكثر المعروف الذى يشمل كل أبواب الخير جليلها ودقيقها حتى أن يلقى المسلم أخاه بوجه طليق ([25] ) , ولقد جاء هنا بكلمة " معروف" نكرة لهذا القصد أى ليشمل كل أنواع البر قليله وكثيره , وكلمة معروف هنا لها دلالتها لــتشمل كل ما تعــارف عليه الناس من الخير ([26] ) , ولم يقل هنا : البر أو الطاعة مثلاً لأجل العموم فى فعل الخير كما سبق , وقد أدخل النبى صلى الله عليه وسلم فعل الطاعات كلها فى باب الصدقات توسيعاً لمفهوم الصدقة التى لا تنحصر فى العطاء المادى للمحتاج , بل تشمل كل أنواع الخير من صلة للرحم , وحسن الصحبة للناس , ونحو ذلك . وإيجاز الحديث فى أنه أتى بالعموم فى فعل المعروف ليشمل كل خير فليتأمل المسلم فى أنواع البر وصنوف الطاعات , وليعلم أنها تدخل فى باب الصـدقات حتى أن يمـسك المسلم عن الشر فإنه له صدقة ([27] ) , ويلاحظ هنا أن الإيجاز فى اللفظ قد راعى فيه البيان النبوى الدقة ليشمل كثيراً من المعانى لأنها المقصودة من هذا الإيجاز , وهذه الكلمات الثلاث قد عبرت عن المقصود أتم تعبير , وشملت من الخير الكثير .

ومن الإيجاز قوله صلى الله عليه وسلم : " الجالب مرزوق , والمحتكر ملعون " ([28] ) وهذا الحديث مع ما فيه من الإيجاز" فيه مقابلة حيث قوبل الملعون بالمرزوق , والمقابل الحقيقى مرحوم أو محروم ليعم , فالتقدير التاجر مرحوم لتوسعته على الناس , والمحتكر ملعون محروم لتضييقه على الناس " ([29] )
فجــمع البيان الـنـبوى هنا بين صـنفين من التجار . أحدهما :يوسع على الناس وييسر ولا يحتكر, فبين النبى صلى الله عليه وسلم أنه مرزوق موسع عليه لأنه وسع ويسرعلى الناس . أما الثانى : الذى اشترى الطعام فى وقت الغلاء وادخره ليغلو فهو ملعون خاطئ كما صح فى حديث آخر عند مسلم ([30] ) لأنه شق على الناس وضيق عليهم , والمقابل للمرزوق هو المحروم ولكنه قابله بالملعون ليعم ويشمل الحرمان واللعنة أيضاً فوق ذلك لأن ضرره متعد إلى الناس الذين استغل حاجتهم إلى الطعام والشراب , فالاحتكار المحرم هو فى الأقوات خاصة .
وبهذه الكلمات الموجزة والمقابلة الدقيقة بين النبى صلى الله عليه وسلم الفرق بين التاجر المرحوم والتاجر الملعون , ومن خلال كلامه يفهم الحض على التسامح والرفق بالناس فى التعامل , والتيسيير على ذوى الحاجة فليتأمل !

وفيما يتصل بالعين وأثرها فى المعين يقول صلى الله عليه وسلم : " العين حق " ([31] ) وما أروع الإيجاز فى هذا الحديث المؤلف من كلمتين , ولكن فيه من المعانى ما فيه , فالنبى صلى الله عليه وسلم أراد بـ " العين " : الإصابة بالعين , ومعنى أنه " حق " : أى كائن مقضى به فى الوضع الإلهى لا شبهة فى تأثيره فى النفوس والأموال . فهذا الحديث بإيجازه رد على من ينكرون الحسد وأثره فى المحسود , وفيه إشارة إلى أن هذا الحسد من قضاء الله وهو ما عبرت عنه كلمة " حق " لتشمل هذا المعنى , وتشمل الرد على من ينكرون وجوده ووقوعه . وما أروع تعبيره بــ " العين " ولم يقل مثلاً : الحسد حق , وإنما قال : " العين " إشارة إلى الغالب فى الحسد , وهو أن يكون بالنظر من الحاسد إلى المحسود يقال : أصابت فلان عين : إذا نظر إليه عدو أو حسود فأثرت فيه فمرض بسببها , ويقال : عانه يعينه فهو عائن : إذا أصابه بالعين , والمصاب معين , فعبر عن الغالب فى الحسد بذكر آلته , وإلا فالحسد قد يكون مع السماع من غير رؤية أوفى القلب , ولا يشترط فيه الرؤية , ونلمح هنا الارتباط بين اللفظ والمعنى مع الإيجاز .
ومن الإيجاز : قوله صلى الله عليه وسلم : " الحرب خَدْعة " ([32] ) , وهذا الحديث من جوامع كلمه , وروائع حكمه صلى الله عليه وسلم , ولقد عده الثعالبى فــى كتابه الإعجاز والإيجاز
من أمثـال النبى صلى الله عليه وسلم السائرة وأقواله الرائعة ([33] ) وكلمـة " خدعـة " هنـا فيها أكثر من ضبط ([34] ) والضبط الأفصح فيها هو الضبط الأول بفتح الخاء وسكون الدال كما قال النووى وغيره , وهو لغة النبى صلى الله عليه وسلم كما قال ثعلب ؛ ولأن هذا الضبط يعطى معنى البنيتين الأخيرتين . وهذا الحديث من روائع الإيجاز ففيه استعمال الحيلة ولو مرة واحدة وإلا فقاتل . وقال الخطابى : " معناه أنها مرة واحدة : أى إذا خدع مرة لم تقل عثرته . والإتيان بالتاء للدلالة على الوحدة ؛ فإن الخداع إن كان من المسلمين فكأنه حضهم على ذلك ولو مرة واحدة , وإن كان من الكفار فكأنه حذرهم من مكرهم ولو وقع مرة واحدة فلا ينبغى التهاون بهم لما ينشأ عنهم من المفسدة ولو قل , وفى اللغة الثالثة صيغة المـبالغة كهمزة ولمزة . وهكذا نرى أن ضبط الحديث بفتح الخاء وإسكان الدال فيه من الإيجازما سبق ذكره ؛ ولذا قال أبو بكر بن طلحة : " أراد ثعلب بقوله إنها لغة النبى صلى الله عليه وسلم أن النبى كان يستعمل هذه البنية كثيراً لوجازة لفظها , ولكونها تعطى معنى البنيتين الأخيرتين , فكانت مع اختصارها كثيرة المعنى " ([35] ) , وفى الحديث التريض على الحذر فى الحرب , والندب إلى خداع الكفار , وإن لم يتيقظ لذلك لم يأمن أن ينعكس الأمر عليه , وفى الحديث الإشارة إلى استعمال الرأى فى الحرب , بل الاحتياج إليه آكد فى الشجاعة . ولقد قال ابن المنيّر : معنى " الحرب خدعة " أى الحرب الجيدة لصاحبها الكاملة فى مقصودها إنما هى المخادعة لا المواجهة , وذلك لخطر المواجهة , وحصول الظفر مع المخادعة بغير خطر . وهذه العبارة مع وجا زتها مطابقة لمقتضى الحال لأن النبى صلى الله عليه وسلم قالها فى غزوة الخندق .
ومن الإيجاز ما رواه أبو هريرة أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إنا نركـب البـحر , ومعنا القــليل من المــاء فإن توضأنا به عطــشنا , أفنـتوضـأ بماء البحر ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هو الطهور ماؤه , الحل ميتته " ([36] ) , والحديث من روائع الأيجاز حيث تألف من خمس كلمات . وقد عده العلماء من أصول الطهارة لاشتماله على أحكام كثيرة . قال ابن الملقن : " إنه حديث عظيم , أصل من أصول الطهارة مشتمل على أحكام كثيرة وقواعد مهمة , وقال الحميدى : قال الشافعى : هذا الحديث نصف الطهارة " ([37] ) فألفاظ هذا الحديث مع قلتها وضعت بدقة وإحكام وعناية , فقوله " الطهور " جاء معرفاً بلام الجنسية المفيدة للحصر , وهذا الحصر لا ينفى طهورية غيره من المياه لوقوع ذلك جواباً لسؤال من شك فى طهورية ماء البحر من غير قصد للحصر . ومجئ لفظة " الطهور " معدولاً بها عن صيغة فاعل إلى فعول لزيادة معنى ؛ لأن اختلاف الأبنية لاختلاف المعانى , فكما لا يجوز التسوية بين صابر وصبور وشاكر وشكور كذا فى طاهر وطهور , فهو اسم للماء الذى يتطهر به ولا يجوز إلا أن يكون طاهراً فى نـفسه مطـهراً لغيره ,و الشئ إذا كان طاهراً فى نفسه لا يجوز أن يكون من جنسه ما هو أطهر منه حتى يصفه بطهور لزيادة طهارة , وإذا نقلنا الطاهر إلى طـهور لم يكن إلا لزيـادة معنى , وذلك المعـنى ليس إلا التطـهير ([38] ) , والنبى صلى الله عليه وسلم فى إجابته الموجزة لم يجب بــ " نعم " بل أجاب بــهذا اللفــظ ليقرن الحكم بعلته وهى الطهورية المتناهية ([39] ) , ولقد أخرج النبى صلى الله عليه وسلم الجملتين مخرج الحصر حيث عرف خبريهما , يعنى ماء البحرلسعته وغزارته حكمه حكم سائر المياه فى طهوريته وحـل ميتته لا يتجـاوز إلى النـجاسة . ويلاحظ الإيجاز فى قوله " الحل ميتته " لأن فيه دليلاً على حل جميع حيوانات البحر حتى كلبه وخنزيره وثعبانه ([40] ) , وهذا الحديث مع إيجازه وقلة ألفاظه كثير الفوائد , ومن فوائده : أن التوضؤ بماء البحر يجوز مع تغير لونه وريحه , ومنها أن الطهور هو المطهر لأنه صلى الله عليه وسلم سأل عن تطهير ماء البحر لا عن طهارته , ولولا أنهم عرفوه من الطهور لكان لا يزال إشكالهم بقوله " هو الطـهور مـاؤه "
وقيل : الطهور ما يتكرر منه التطهير كالصبور والشكور , ومنها أن جميع حيوان البحر سواء فى الحل إلى غير ذلك مما ذكره العلماء . فلينظر إلى هذا الحديث الذى قل عدد ألفاظه مع دقة معانيه ووضوحه ,وبديع تركيبه , ومطابقته لمقتضى حال المخاطبين .
والأحاديث السابقة غيض من فيض مما يزخر به البيان النبوى فى باب الإيجاز , ويلاحظ من خلالها التنوع فى الموضوع , فلقد كان صلى الله عليه وسلم لديه القدرة على الإيجاز فى عرض أى موضوع من الموضوعات . فالإيجاز فى الحديث الأول فى موضوع الصبر على البلاء , والإيجاز فى الحديث الثانى فى الحض على فعل المعروف , وفى الحديث الثالث فى بيان أصناف التجار , وفى الرابع لبيان أثر الحسد على المحسود ونفاذه , والإيجاز فى الخامس لبيان جواز الخدعة فى الحرب , وفى السادس لبيان طهورية ماء البحر وحل ميتته .
ويلا حظ على الإيجاز فى البيان النبوى أيضاً قلة الألفاظ مع وضوحها , وهذا الوضوح فى دلالة الألفاظ الموجزة شرط دقيق لأن الإيجاز إيضاح المعنى بأقل ما يمكن من اللفظ , فلابد أن تكون العبارة واضحة حتى لا يختلف الناس فى فهمها , ولا يستحق الكلام لفظ الإيجاز والاختصار حتى تكون دلالة اللفظ على المعنى دلالة واضحة كما لاحظنا فى الأمثلة السابقة .
ويلاحظ كذلك مراعاة ما تقتضيه الحال من حيث التعريف والتنكير , والتقديم والتأخير كما فى حديث " إنما الصبر عند الصدمة الأولى " حيث جاءت " إنما " للقصر , وتعريف " الصبر " لما سبق ذكره , والتعبير عن أثر المصيبة بــ " الصدم " من الأمور الحسية . وكذلك فى حديث " كل معروف صدقة "بتقديم " كل " التى تفيد العموم , وتنكير" معروف" , واستعمال هذه اللفظة دون غيرها . وكذلك فى حديث " العين حق " حيث عبر عن الحسد بــ " العين " دون لفظ الحسد أو نحوه لما سبق ذكره . وفى حديث طهارة ماء البحر جاء التعبير بــ " الطهور " والعدول عن فاعل إلى فعول مع التعريف لما سبق ذكره . وهذه بعض الأمثلة لروائع الإيجاز فى البيان النبوى من إيجاز القصر دون الحذف ([41] ) وأشير إلى بعض أحاديث الإيجاز الأخرى لـمن أراد التوســع فى البحث , والتأمل فى أســرار البــيان النبــوى.
* قال رسول الله صـلى الله علـيه وسلم:" أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " ([42] )
* قال رسول الله لحكيم بن حزام : " أسلمت على ما سلف لك من خير " ([43] )
* قال رسول الله : " دعه فإن الحياء من الإيمان " ([44] )
* قال رسول الله : " لى الواجد يحل عرضه وعقوبته " ([45] )
* قال رسول الله : " قل : آمنت بالله ثم استقم " ([46] )
ويراجع أيضـاً جامع العـلوم والحكم للحـافظ بن رجـب فى شرح خمـسـين حديثاً مـن جـوامع الكلم .
(1) رواه مسلم من حديث أبى هريرة – كتاب المساجد ومواضع الصلاة – 5/6,5
(2) ينظر صحيح مسلم بشرح النووى 5/5
(3) ينظر شرح الطيبى على المشكاة 10/356
(4) وهى عنده تنقسم إلى قسمين : " الأول : ألفاظ تتضمن من المعانى ما لا تتضمنه أخواتها مما يجوز أن يستعمل فى مكانها , ومن ذلك ما يأتى على حكم المجاز , ومنه ما يأتى على حكم الحقيقة . والثانى : من جوامع الكلم المراد به الإيجاز الذى يدل بالألفاظ القليلة على المعانى الكثيرة : أى أن ألفاظه صلوات الله عليه جامعة للمعانى المقصودة على إيجازها واختصارها , وجل كلامه جار هذا المجرى فلا يحتاج إلى ضرب الأمثلة ..." ينظر المثل السائر ص 33,31
(1) يراجع كلام ابن رشيق حول هذه الجزئية فى العمدة 1/253
(2)ويراجع للاستزادة الفصل الثانى والثالث من الباب الأول .
(3) والإيجاز والاختصار بمعنى واحد كما يؤخذ من كلام صاحب المفتاح , وهو ما صرح به الطيبى . وقال ابن سيدة : " بينهما فرق منطقى , ويقال : بينهما عموم من وجه لأن مرجع الإيجاز إلى متعارف الأوساط , والاختصار قد يرجع تارة إلى المتعارف , وأخرى إلى كون المقام خليقاً بأبسط مما ذكر فيه , وبهذا الاعتبار كان الاختصار أعم من الإيجاز , ولأنه لا يطلق الاختصار إلا إذا كان فى الكلام حذف , وبهذا الاعتبار كان الإيجاز أعم لأنه قد يكون بالقصر دون الحذف ... , وقال بعضهم : الاختصار خاص بحذف الجمل فقط بخلاف الإيجاز . وقال الشيخ بهاء الدين : وليس بشئ " ويراجع اللسان 5/427, والكليات ص 220, والإتقان 2/54, وحاشية الدسوقى على مختصر السعد 3/163
(4) ينظر اللسان مادة " وجز " 5/427, وشروح التلخيص 3/160,159
(5) ينظر سر الفصاحة ص 205-211
(1) ينظر المثل السائر ص 297
(2) وهذا لا يعنى أن تهمل الألفاظ بحيث تعرى عن أوصافها الحسنة , بل المقصود أن مدار النظر فى هذا النوع إنما يختص بالمعانى , فرب لفظ قليل يدل على معنى كثير , ورب لفظ كثير يدل على معنى قليل , ومثال هذا كالجوهرة الواحدة بالنسبة إلى الدراهم الكثيرة , فمن ينظر إلى طول الألفاظ يؤثر الدراهم لكثرتها , ومن ينظر إلى شرف المعانى يؤثر الجوهرة الواحدة لنفاستها , ولهذا سمى النبى الفاتحة "أم القرآن " ويراجع المثل السائر ص 297
(3) وهذا يتطلب بيان الفرق بين الإيجاز والإخلال والحشو والتطويل . فالإيجاز: إيضاح المعنى بأقل ما يمكن من اللفظ . والإخلال : هو نقص المعنى باختصار اللفظ . والفرق بين الحشو والتطويل أن الحشو : لفظ يتميز عن الكلام بأنه إذا حذف منه بقى المعنى على حاله , والتطويل : هو أن يعبر عن المعانى بألفاظ كثيرة كل واحد منها يقوم مقام الآخر , فأى لفظ شئت من تلك الألفاظ حذفته وكان المعنى على حاله , وليس هو لفظاً متميزاً مخصوصاًعلى أن الحشو فى الأكثر إنما يقع فى النظم لأجل الوزن , وفى النثر لأجل تساوى الفصول والأسجاع . وعند ابن الأثير التطويل : هو زيادة فى الدلالة على المعانى , ومهما أمكنك حذف شئ من اللفظ فى الدلالة على معنى من المعانى فإن ذلك اللفظ هو التطويل بعينه . والتطويل عيب وعى لأنه تكلف فيه الكثير فيما يكفى فيه القليل فكان كالسالك طريقاً جهلاً منه بالطريق القريب . ويراجع سر الفصاحة ص 217 – 220, والنكت فى إعجاز القرآن ص 79, والمثل السائر ص 301
(4)ينظر المثل السائر ص 301
(1) ينظر المثل السائر ص 324 - 330
(2) متفق عليه من حديث النعمان بن بشير . المشكاة ح (2762)6/7
(3) متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب . المشكاة ح (1) 1/74
(4) أخرجه أبو داود والترمذى والنسائى من حديث عائشة . ومعناه أن الرجل إذا اشترى عبداً فاستغله ثم وجد به عيباً دلسه عليه البائع فله أن يرده ويسترجع الثمن جميعه , ولو مات العـبد أو أبق أو سرقه سارق كان فى مال المـشترى وضـمانه عليه وإذا كان ضمانه عليه فخراجه له أى له ما تحصل من أجرة عمله . ويراجع شرح الحديث وتخريجه وطرقه فى جامع الأصول لابن الأثير 2/ 28 - 32
(5) ينظر علم المعانى ص 176 أ.د. عبد العزيز عتيق .
(6) ينظر البيان النبوى ص 325, والتصوير الفنى فى الحديث الشريف ص 55 - 67
(1) متفق عليه من حديث أنس . , وأخرجه أيضاً أبوداود والترمذى . وانظره فى مشكاة المصابيح ح (1728) 3/415,414, وجامع الأصول 7/283
(2) جاء فى رواية ذكرها ابن الأثير أنه صلى الله عليه وسلم مر بامرأة تبكى على صبى . ويراجع جامع الأصول 7/283
(3) ينظر صحيح مسلم بشرح النووى 6/227
(4) ينظر شرح الطيبى على المشكاة 3/415
(1) أخرجه البخارى من حديث جابر , وأخرجه مسلم من حديث حذيفة , وأخرجه أبوداود والترمذى . جامع الأصول 1/360, ونزهة المتقين 1/130
(2) ولقد عد هذا من المعروف كما فى الحديث الذى رواه مسلم عن أبى ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق " المشكاة ح (1894)
(3) وكما يقول الراغب : " المعروف اسم كل فعل يعرف حسنه بالشرع والعقل معاً , ويطلق على الاقتصاد لثبوت النهى عن السرف " وقال ابن أبى جمرة : " يطلق اسم المعروف على ما عرف بأدلة الشرع أنه من أعمال البر سواء جرت به العادة أم لا " ويراجع فتح البارى 10/462
(4) ففى الحديث المتفق عليه من حديث أبى موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "على كل مسلم صدقة " قالوا : فإن لم يجد ؟ قال : " فليعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق " قالوا : فإن لم يستطع ؟ قال : " فيعين ذا الحاجة الملهوف " قالوا : فإن لم يفعل ؟ قال : " فيأمر بالخير " قالوا : فإن لم يفعل ؟ قال : " فيمسك عن الشر فإنه له صدقة " المشكاة ح (1895) 4/117
(5) رواه الدارمى وابن ماجة من حديث عمر . المشكاة ح (2893)6/108
(1) ينظر شرح الطيبى على المشكاة 6/109,108
(2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من احتكر فهو خاطئ " رواه مسلم مـن حديث مــعمر المشـــكاة ح ( 2892) 6/108
(3) أخرجه البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة . المشكاة ح (4432) 8/270
(1) متفق عليه من حديث جابر . أخرجه البخارى – كتاب الجهاد – باب الحرب خدعة – ح (2929) 6/183, وأخرجه مسلم – باب جواز الخداع فى الحرب – 12/45, وأخرجه أيضاً أبوداود والترمذى .
(2)وذلك فى الفصل الذى عقده لأمثال النبى وروائع أقواله ص 5 - ط مكتبة مشكاة الإسلامية . وهذا الكتاب جمع فيه الثعالبى من نوادر الحكم والأمثال من الآيات القرآنية , والأحاديث النبوية , والأقوال البليغة , والحكم والأمثال , والشعر السائر , والكتاب يمتاز بالتدرج الزمنى لأصحاب النصوص .
(3) قال صاحب النهاية : " "خدعة " يروى بفتح الخاء وضمها مع سكون الدال , وبضمها مع فتح الدال . فالأول معناه : أن الحرب ينقضى أمرها بخدعة واحدة من الخداع :أى أن القاتل إذا خدع مرة واحدة لم تكن له إقالة , وهى أفصح الروايات وأصحها . ومعنى الثانى : هو الاسم من الخداع . ومعنى الثالث : أن الحرب تخدع الرجال وتمنيهم فلا تفى لهم كما يقال : فلان رجل لُعبَة وضُحكَة : أى كثير اللعب والضحك . ويراجع جامع الأصول 3/189
(4) يراجع صحيح مسلم بشرح النووى 12/45, وشرح الطيبى 7/428,427, وفتح البارى 6/183

(1) رواه مالك فى الموطأ وأحمد وأبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجة , وقال الترمذى : حسن صحيح .المشكاة ح (497) 2/123, وجامع الأصول 8/10, وعون المعبود ح (83) 1/106,0105
(2) يراجع تصحيح العلماء لهذا الحديث وكلامهم حوله فى نيل الأوطار 1/20- ط دار الفكر – بيروت .
(3) يراجع شرح الطيبى على المشكاة 2/123
(4) يراجع سبل السلام 1/16,15 ط دار الفكر .
(1) أخرجه مالك وأحمد وأبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجة . وقال الترمذى : حسن صحيح , وانظره فى نيل الأوطار1/23
(1) ولقد مضى أن هذا النوع من الإيجاز دقيق المسلك , وأنه من أعلى درجات الإيجاز مكاناً وأعوزها إمكاناً , وإذا وجد فى كلام بعض البلغاء فإنما يوجد شاذاً ونادراً كما سبق فى مقدمة الفصل . أما إيجاز الحذف فله أيضاً أمثلة كثيرة فى البيان النبوى , ولكنى ركزت على نماذج القسم الأول نظراً لما سبق ذكره . وبحث الإيجاز فى البيان النبوى يحتاج إلى دراسة مستقلة , والمقام هنا يضيق عن التفصيل , وأكتفى بالإشارة إلى مواضع بعض الأحاديث الأخرى الموجزة .
(2) أخرجه أحمد وأبو داود والنسائى والترمذى وابن ماجة من حديث أبى سعيد . وإسناده صحيح . يراجع مشكاة المصابيح ح ( 3705) 7/254,253, وجامع الأصول 1/236
(3) أخرجه البخارى ومسلم من حديث حكيم بن حزام . جامع الأصول 1/357,356
(4) أخرجه مالك فى الموطأ والبخارى ومسلم وأبو داود والترمذى والنسائى من حديث عبد الله بن عمر . جامع الأصول 4/353
(5) أخرجه أحمد وأبو داود والنسائى وابن ماجة من حديث الشريد . مشكاة المصابيح ح ( 2919) 6/123
(6) أخرجه أحمد ومسلم والدارمى من حديث سفيان بن عبد الله الثقفى . مشكاة المصابيح ح (15) 1/134

هناك تعليقان (2):

  1. استفسار
    ماسباب الحذف في سورة يوسف؟
    وماهي الحقائق و المجاز في سورة يوسف؟
    وهل سورة يوسف لايوجد فيها(تشبية) ؟
    ومامناسبة الأيات لماقبلها وبعدها في سورة يوسف؟
    هذا وجزاكم الله الف خيرali.hlian.146@gmail.com

    ردحذف
  2. ارجو مساعدة حول دراسة تطبقية للايجاز علی جوامع الكلم

    ردحذف