الخميس، 9 أبريل 2009

مخالفة مقتضى الظاهر فى صيغ الأفعال :
وهو مما يتصل بهذا المبحث ويلحق به، وقد ألحق بعض البلاغيين التعبير عن الماضى بالمضارع، والتعبير عن المضارع بالماضى أو الأمر، وما شابه هذا التصرف يبحث الالتفات ملاحظين أنه العدول عن أسلوب فى الكلام إلى أسلوب آخر مخالف للأول، ولقد بحث العلوى هذا الموضوع فى الضرب الثانى والثالث من ضروب الالتفات فى كتابه الطراز، وذكر أنهما مختصان بالأفعال.

- فالضرب الثانى: هو الرجوع عن الفعل المستقبل إلى فعل الأمر نحو قوله تعالى: ) إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ ( (3).
- والضرب الثالث على وجهين:
الأول: الانتقال من الماضى إلى المضارع كقوله تعالى: ) وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ ((1).
الثانى: الانتقال من المضارع إلى الماضى كقوله تعالى: ) وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ((2)(3).
- ومثله التعبير عن المستقبل بلفظ اسم الفاعل كقوله تعالى: )وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ( (4).
ونحوه التعبير عنه باسـم المفعول كقـوله تعـالى: ) ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ((5)(6).
(3) الآيتان (54 ، 55) من سورة هود.
(1) الآية (9) من سورة فاطر.
(2) الآية (87) من سورة النمل.
(3) ينظر الطراز ص265 – 268 باختصار.
(4) من الآية (6) من سورة الذاريات.
(5) من الآية (103) من سورة هود.
(6) ينظر الإيضاح 1/122 والمطول ص136 ، 137.

هناك تعليق واحد: